مش عارف تقضى الاجازه خش وشوفو ومش هتندم

ما ان تبدأ العطلة الصيفية حتى يستعد الصغار الى اللعب واللهو مودعين ايام الدراسة والدوام والانضباط في نسق معين ليومهم مقسمينه بين اكل ونوم ودراسة واستراحة فنجدهم مع بداية العطلة يبدأون بالانفلات من هذا النسق قاضين وقتهم في انواع اللهو والذي فيه لهو لا تحمد عقباه ولذلك فالامر يتطلب الانتباه لتحركاتهم ومراعاة الاوقات التي يقضونها في اللعب في اي مكان وباي شكل كان فعادة ما يخرج الصغار وخاصة الصبية منهم فتجدهم يقضون معظم وقتهم خارج المنزل فلا يدخلونه ما لم تشعر معدهم بالجوع وربما تغمض عيناهم وهم يتناولون وجبة طعامهم .
ومن المعروف ان الاطفال يستعدون لمقدم العطلة باشكال مختلفة فمنهم من يصلح دراجته ومنهم من يمارس كرة القدم في شارعه وغيرها من الالعاب التي اعتاد الصغار ممارستها ولكن من اتجه بفكره وعقله نحو وسائل جديدة للاستمتاع بوقته وهذا الامر الذي يتطلب الوقوف عنده ومراعاته .
* لهو حضاري
برع الاهل في الآونة الاخيرة في التفنن باقتناء متطلبات الحياة العصرية من حاسبات ( وبلي ستيشن ) وسيديات وهذه الامور فيها من المرح الكثير الذي يدخل الى قلوب الصغار لكننا مطالبون بمراعاة ما يشاهدونه من افلام وما يلعبونه من العاب واي اقراص يشتريها الصغار او يؤجرونها بانفسهم من محلات الاقراص .
ابو فائز صاحب محل ( الرواد ) للاقراص الليزرية يقول :
كثيراً ما يتردد الصغار على المحل لشراء واستئجار الاقراص وتكثر هذه الظاهرة في فترة العطل ولكن المؤسف حقاً ان نرى صبية في عمر ( 13 و 14 ) يطلبون اقراص السيدي التي تحوي افلاماً لا تناسب اعمارهم علماً انني لا اتعامل بالاقراص المحرمة لكن هناك الكثير من يروج لها ولو بالسر والصغار في مثل هذا العمر الحرج معرضين للوقوع في شرك هذه الافلام بسبب ما قد يسمعونه من الآخرين او من اصدقاء السوء
ويدعو ابو فائز الاهل ومن منطلق ابوي الى الحرص على الصغار والانتباه الى ما يشاهده الابناء من افلام ومراقبتهم ولو بطريقة غير مباشرة لمعرفة كيف يفكرون وكيف يستمعون باوقاتهم وياحبذا لو قام الاهل بشراء الاقراص لهم بدلاً من تركهم يختارون بأنفسهم ما يشاهدونه .
* قتال ولعب
ومن اللهو الذي يحبذه الصغار ( الحاسوب) الذي ولع به الصغار ولعاً شديداً حتى انهم يقضون معه ساعات طوالاً .
لكن جهاز الحاسوب هذا صاحب الوجه الحضاري الذي حرص الآباء على توفيره في منازلهم للظهور بمظهر يليق بهم امام الآخرين له مساوئ اذا ماترك الصغار برفقته طويلاً فله من المضار التي اشارت لها الدراسات العديدة ومنذ مطلع التسعينات عندما اخذ هذا الجهاز بالتوغل في حياتنا . فالبروفسور ( كورني ) مدير مركز ابحاث واستشارات اللعب اشار يومها الى مخاطر واضرار على الاطفال جراء مزاولتهم الالعاب التي تعتمد على الحروف والقتال .اضف الى ذلك ما يتعرض له الطفل في حياته اليومية من سماع ومشاهدة لاخبار العنف فما الذي سيخرج به الصغير في حياته بعد هذه التجربة المليئة بالقتال والحرب ياترى ؟! .
د. سامية عبد الحميد (علم حاسبات ) تشير إلى ما للحاسوب من اهمية باعتباره لغة العصر لكن هذا الجهاز الذي يستمتع الصغار بصحبته كونه يلعب ويخطئ فيه دون تعرضه للعقاب كما ان بامكانه متابعة اللعب واعادتها من جديد طالما تواجد الجهاز تحت تصرفه هذا الجهاز له مخاطره كونه يتعود على العقاب والسير على نسق واحد في اللعب كما ان هناك بعض الالعاب يتخللها صور لفتيات نصف عاريات وهذه المناظر يجب ان لا يراها الصغار ولا الكبار فلابد الانتباه الى نوع اللعب التي يمارسها في حاسوبه هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان ما يشغل علماء التربية ان حوالي الثلثين من الاطفال يبقون متعلقين بالجهاز لفترة طويلة وهذا الامر قد يؤثر على نظرهم وعلى استقامة جسمهم ما لم تكن طريقة جلوسهم مريحة والتي قد تؤثر على عظامهم وهم في مراحل نموهم الاولى .
وبعض الباحثين يقولون ان تعلق الصغار باجهزة الحاسوب يعود الى تعرضهم قبل ذلك الى اضطرابات في تصرفاتهم العامة اثناء اللعب وممارسة مثل هذه الهواية على اجهزة الحاسوب عمقت المشكلة لديهم وجعلتها اكثر وضوحاً .
واذا كان هذا الكلام صحيحاً فان علينا الانتباه لصغارنا الذين يقضون عطلتهم برفقة حاسوبهم فقد يؤثر ذلك على مدى استعدادهم للدراسة في العام المقبل .
ومع كل ذلك يبقى الحاسوب وسيلة محببة للاهل ان يستعملها الصغار في منازلهم كي يبقوا امام اعينهم وتحميهم من لعب الشوارع الذي صار محفوفاً بالمخاطر
واذا كان ذلك ما تريده الاسرة فعليها تقسيم الوقت حفاظاً على صحة الصغار .
* كيف نستثمر اوقات اطفالنا ؟
ام بسام ام لثلاث صبية في عمر المراهقة تؤكد على اهمية الانتباه الى وقت الاطفال في فترة العطلة الصيفية فلا نتركهم يقضونها على اهوائهم حتى لا ينخرط الابناء في اماكن اللعب غير المناسبة وقد يتعرف فيها الابناء على اصدقاء لا نعرف اخلاقهم وطريقة تصرفهم اثناء قضاء وقته في الطرقات ومحلات اللهو التي كثرت في الآونة الاخيرة . والاسرة الحكيمة هي التي تنظم وقت ابنائها وتحميهم من الوقوع بين ايدي السيئين .
وعن كيفية تنظيم وقت ابنائهم تقول ام بسام :
اعتدت في كل عطلة ادخال ابنائي في دورات حفظ القرآن الكريم حين كانوا صغاراً وعندما كبروا اصبحت اشركهم في دورات تعلم الالعاب الرياضية التي تقيمها المساجد لغرض الاستفادة من طاقاتهم الجسمانية وكل حسب رغبته وبذلك فقد كنت اضمن تواجدهم طيلة ما بعد الظهيرة في اماكن امينة .
* العطلة ودورات حفظ القرآن .
لقد كانت فترة العطلة الصيفية موعداً منتظراً مهماً من ( ام ولاء ) فهي تدخل ابنتها الدورات التي تقيمها المساجد لحفظ القرآن الكريم في حين تجد لنفسها فرصة لتعلم احكام القرآن والتلاوة في الدورات التي تقيمها المساجد في الوقت نفسه ولكن ام ولاء تتحسر هذا العام الذي لا تعرف فيه هل ستتمكن هي و ولاء من الذهاب الى هذه الدورات ام لا ؟
تشاركها التحسر العديد من النسوة اللواتي عبرن عن خوفهن من ذهاب الصغار الى دورات المساجد في العطلة الصيفية والتي كانت تعتبر المتنفس الاكثر اماناً وفائدة للصغار بدلا من اللعب واللهو ولكن في ظل هذا الوضع المتردي الذي صارفيه الذهاب الى بيوت الله لا يخلو من المخاطر في وقت كان لابد فيه ان تكون بيوت الله المكان الاكثر اماناً في البلاد اضف الى ذلك مخاطر الطريق كيف سنتمكن من ارسال ابنائنا الى الدورات ؟
اما ابو عبد الله فله رأي في كيفية قضاء الصغار للعطلة الصيفية ويقول :في كل سنة اخطط لدخول الابناء والبنات في دورات حفظ القرآن الكريم ورغم الوضع الذي يتخوف منه الجميع فانا اصر على ارسالهم الى هذه الدورات فيما لو فتحت في المساجد القريب من منزلنا فالله مقدر الموت والحياة والاطفال لا بد ان يتعلموا ذلك ويستفيدوا من وقت عطلتهم في تعلم شيء مثمر ولا اظن هناك اثمر من تعلم كتاب الله فهو طريق نجاتهم من النار كما اني بذلك اكون مطمئنا على الوقت كيف يقضونه في حفظ القرآن في الصباح وتعلم تلاوته وتسميعه والتزام التردد على المساجد بعد الظهر .
كما اني امنح اطفالي الوقت لاستخدام الانترنت في المنزل مع ابقاء عيني فترة تواجدي بقربهم ومراقبة امهم لهم في الوقت الباقي كما انني احاول افهامهم حدود الله واي موقع يسمح لهم بالدخول اليه وماهي الاماكن التي يمكنهم الاستفادة منها فهم بحاجة الى المراقبة والمتابعة كي نتمكن من تحقيق اكبر قدر ممكن من الاستفادة من اوقات عطلتهم الصيفية .
واذا كان الانترنت ممتعاً لقضاء اوقات برفقته فلابد على الاهل الانتباه لمساوئه فذهاب الابناء للاستمتاع بالانترنت في المحال الخاصة له لوحدهم او برفقة اصدقائهم امر يجب الانتباه له فليس جميع محال الانترنت يعرفون حدود الله ويبقون عيونهم مفتوحة على ما يتصفحة المرتادون على المحل وعليه فيجب مراعاة المحال الذي يدخله الابناء واخلاق اصحابه ومدى حرصهم ومتابعتهم للصبية الصغار .
* وقت للاعتماد على النفس
ام رشا ترى في العطلة الصيفية بأنها وقت لتعلم الابناء الاعتماد على النفس فهي تخصص لكل واحد من ابنائها عملاً لا بد أن يؤديه فهي تشجع البنات على تعلم الخياطة والطبخ وترتيب المنزل كما تعود الابناء تنظيف الحديقة واصلاح ما هو مكسور عن بعض الاغراض ولو بشكل غير متقن لكن لغرض تعليمهم اهمية العمل ايضاًَ .
ولا تنسى (ام رشا) تأكيدها على المطالعة فهي ترى في العطلة قضاء وقت مهم للاستزادة من الكتب خارج نطاق المنهاج المدرسي وتؤكد على اختيارها للكتب التي تبتعد بهم عن الخيال فهي تقول : اذا كانت فترة الطفولة فترة محاطة بالكثير من الخيال فلماذا ازيد خيالهم خيالاً يجعلهم يقرأون قصصاً وروايات خيالية ؟ انا اريدهم ان يقتربوا اكثر من الواقع والتعمق فيه .
* ملاذ الصغار لابد ان نعطيه حقه
اذا كان اطفالنا حرموا من الاستمتاع بعطلتهم الصيفية في الخروج بنزهة برفقة الاهل الى الاماكن العامة او اللعب بكرة القدم في الساحات المخصصة للعب او الذهاب برحلات الى الاماكن الاثرية فان ذلك كله في ظل ما يعانيه اطفالنا من الحرمان وفقدان الامان والاستقرار الذي لا بد ان يحظون به كحال اطفال العالم ولكن مع كل ذلك تبقى العطلة الصيفية ملاذ الصغار الذين يلجأون اليه من تعب سنة دراسية وحر صيف لهب وجوههم الصغيرة طيلة الشهرين الاخيرين من دراستهم ولا بد لنا كآباء وامهات منحهم الفرصة للاستمتاع بأوقات جميلة مفيدة ومثمرة ليستعيدوا نشاطهم لسنة دراسية جديدة فدعونا نعد لهم برنامجهم للاستمتاع بعطلتهم في ظل الامكانات المتاحة والاحترازات الامنية لخوفنا عليهم ومراقبتهم باستمرار كي نحافظ عليهم من الهفوات وندعهم يستمتعون بعطلتهم .